قصة البومة مع سيدنا سليمان عليه السلام كاملة

قصة البومة مع سيدنا سليمان
قصة البومة مع سيدنا سليمان

قصة البومة مع سيدنا سليمان، هذه القصة تتحدث في مغزاها عن حكمة البومة، وكيف تمكنت من حماية جميع اسراب الطيور من خطأ سليمان الذي كاد يودي بحياتهم. وهي قصة متوارثة بين الأمازيغ، حيث كان سليمان رجلاً حكيماً تهابه كل الطيور ولا ترد له أمراً، و لا ترفض له طلباً.

قصة سيدنا سليمان والبومة كاملة

سنحكي لكم قصة سيدنا سليمان مع البومة، في يوم من الأيام اشترطت عليه زوجته تحقيق طلب لها مقابل قبولها في الاستمرار بزواجه منها. لكن المصيبة أن الشرط لم يكن لا ذهباً ولا فضة، و لكنه كان منزه من ريش أفضل الطيور في البلاد.

سليمان الرجل الذي كانت له الحكمة والحكم، و له من الخدم والأملاك ما لا يقاس بالأرقام، وكانت هيبته تغطي كل ما تنيره الشمس على وجه الأرض. شعر بالحرج الشديد من طلب زوجته العجيب. و فكر كثيراً وتفكر، كما استعان بأفضل الحكماء والكهنة والكبار. ولم يحصل منهم على رأي يريحه ويخرج به لإبراء ذمته أمام سيدة قلبه والغالبة على ملكه. في هذه اللحظة انتفض عليهم جميعاً، وراح يبحث بين عامة الناس عمّن يجد له حيلة لعقدته.

بينما كان سليمان يمر بجانب مكان خراب، سمع صوت جماعة من المشردين يقهقهون بما يتداوله الناس عن حاله. فقال أحدهم إما حكمة أو استهزاء: "إن كان سليمان يحكم الطير فليدعوهم جميعاً يأتوه بريشها، ومنها يمكنه صناعة منزه زوجته ويرصّعه بالجميل منه".

عاد سليمان الحكيم بسرعة لمحجره الذي يعطي منه الأوامر ويتلقى به الرسائل. فطلب من جميع قادة اسراب الطيور الحضور لمجلسه في الحال.

لم يمض كثير من الوقت حتى اجتمع كل قادة الطيور ابتداءً من الدجاج، حتى الصقور بين يدي سليمان الحكيم. في هذه اللحظة الحاسمة الكل ينتظر منه القاء حكمة، أو نبوءة تحذرهم من كارثة، أو من عاصفة ستأتي على الطيور. لكن المفاجأة كانت صادمة ومفجعة لقادة الطيور. حيث طلب منهم إبلاغ كل الطيور صغاراً و كباراً، ذكوراً وإناثاً بسلخ الريش من على أجسادها ووضعه تحت إمرته.

عمّت حالة من العله بين الطيور، وبالفعل أتى القادة يرأسون اسراب الطيور، وبدأوو يسلخون أجسادهم من الريش أفواجاً أفواجا. كل الطيور حضرت الاجتماع وأدّت ما طلب منها، إلا قائدة البوم تأخرت عن الحضور إلا بعد أيام.

المحادثة بين سليمان عليه السلام والبومة

دخلت البومة على سليمان غير مبالية بما سيكون حكمه عليها لتأخّرها. التفت إليها غاضباً وقال لها: "أين غبت يا حقيرة الطيور؟". أجابته بنظرات العاقل المتمكّن قائلة: "يا سليمان الحكيم، لقد أخذت فكرتك من المشردين من البشر، فهل لك أن تسمع الذكر من المشردين من الطير؟". جلس الحكيم القرفصاء وهو يخط على الأرض، وقال لها: "أسمعك وها أذني صاغية".

قالت البومة: "أولاً تأخرت عن الحضور لأن أبنائي بلا ريش أحضنهم من قرّ البرد، وبينما أنا أحضنهم كنت أفكر في ثلاث". قال سليمان، وهو ينظر إلى الأرض يخط خطوطه على التراب: "وما هي تلك الثلاث؟".

قالت البومة: "الأولى النهار والليل، والثانية هي الرجل والمرأة، والثالثة كانت الحياة والموت. أما الأولى النهار للعمل والعطاء والليل للاستهلاك والنوم. أما بالنسبة للرجل، والرجل إذا افتقد المروءة، فلن يبقى فيه سوى الذكورة والتي إذا افتقدت منه لا يختلف عن المرأة. والمرأة كذلك إذا افتقدت المروءة ضاعت منها الأنوثة. والمرأة بلا أنوثة هي رجل بلا رجولة. أما الثالثة فمن لم يعش الحياة بحقيقتها فلن يكن له ممات. لأن الموت هو لا شيء سوى نهاية للحياة".

نظر سليمان إلى البومة، وقال لها مستفزاً بحالة بقلق وتعجب: "الأولى والصلة بين النهار والليل واضحة، ولا تحتاج تفسيراً، أما الثانية والثالثة، فهي مبهمة علي كحكيم فكيف سيفهمها غيري من العامة؟!".

قالت البومة: "الرجل لن يكون رجلاً حقاً إذا لم يكن امرأة ليعرف ما تحتاجه المرأة من الرجل، و هذا لن يحصل عليه إلا عند امتلاكه للمروءة،. والمرأة كذلك، فهي لن تمتلك الانوثة إلا برجل ذو مروءة. ومروءة الرجل تكمن باهتمامه بالضعيف والمبعد والمقهور وبالمنبوذ، والمحتاج والفقير. والمرأة أنوثتها في تساوي مروءتها الأصيلة مع مروءة الرجل المكتسبة. أما الموت والحياة، فمن يعمل من أجل الموت لن يعرف معنى الحياة، ومن يعمل من أجل الحياة سيعرف أن الموت ليس إلا نهاية، ولا يستحق إلا محاربته وإبعاده".

التفت سليمان إلى البومة مشمئزاً من كلامها، وقال: "أنتِ تثيرين غضبي وما زلتِ تشرحين المجهول بالمجهول".

قالت البومة :"هوّن عليك يا سليمان، أما المنزه فليس إلا للنوم، وأنت اشتغلت لليلك وأضعت نهارك. أما الرجولة فأنت لم تعر اهتماماً لأم تحضن بيضاً، أو لزوج مريض، أو فراخ لا يكسو أجسادهم ريش. ولم تعر اهتماماً لطائر يبحث عن حبّات تعرّت أجنحته لتقيه من العواصف والرياح، فأين المروءة فيك يا سليمان؟. فمن أين تأتيك الرجولة، بل وكيف تنتظر في زوجتك الأنوثة المفقودة في رجولتك وأنت تبحث عنها بتعرية الطيور؟.

قاطعها سليمان قائلاً: "إذن أنا لن أكسب الود من زوجتي بصنع منزه الريش؟".

قالت البومة: "لن تحصل على ود المرأة وأنت تنشر الموت بين اسراب الطيور، بين الإناث منهم والذكور، بين الصّغار والكبار. لأن رجولتك بمروءتك، والمروءة تعرف بنشر الحياة لا بالموت، والمرأة تفيض ودّاً بالأنوثة، والانوثة بمروءة الرجولة، والفعل الذي قمت به يا سليمان ليس مروءة، ولكنه موت يواجه الحياة".

بعد أن تيقظ سليمان لخطيئته قال: "وما الحل يا بومة؟". قالت: "أن تخلع التاج من على رأسك، وتذهب إلى المشردين الذين أخذت عنهم فكرة جمع الريش من أجساد الطيور. عندهم ستجد رأس الحكمة التي ستخرجك من بحر الموت الذي غرقت فيه، هم وحدهم الذين يعرفون شاطئ الحياة، ولديهم سفن النجاة".

قال سليمان: "وإن لم أجدهم؟"، قالت البومة "إذن أعد لكل طير ريشه المفقود". قال: وكيف سيعاد الريش لأجسام أضاعته؟.

قالت البومة: الحل هو أن تعيد كل ما تملكه لأهله، وتفتح الخزائن للفقراء والمساكين، والطيور أولاهم، وكل الأحياء تحت تلك الشمس. بذلك تصبح واحداً منهم، وتكتشف في نفسك المروءة التي افتقدتها يا سليمان، وتعيش بين الناس كالناس.

لم تلبث البومة أن تكمل كلامها، حتى حضر عامة الناس وبدأوا بفتح الخزائن، وتوزيع الأموال بالتساوي على الفقراء والمحتاجين. وأعطوا الطيور المتضررة كل ما يكفيها من الحبوب والغذاء اللازم، لإعادة تلبيس أجسادها ريشاً وتربية فراخها.

نهاية قصة البومة مع سيدنا سليمان

في النهاية، صعدت البومة على برج مرتفع، وقالت لسليمان: "ها هي المرأة أعادت لك مروءتك، وها هي البومة التي نعتّها بحقيرة الطيور، أصبحت من خيرة الأطيار نبّاهة. ثم أطلقت جناحيها للريح وحلقت...

صحة قصة البومة مع سيدنا سليمان

الحقيقة هي أن اسم سليمان المذكور في هذه القصة، لا يمد النبي سليمان عليه السلام بأي صلة أو أي حاكم، ولكنه اسم لشخصية خيالية، أو تاريخية قد تكون عاشت في الهند أو افريقيا، أو أي مكان...

الآن سنسرد لكم القصة الحقيقة المنتشرة بين الناس، حول قصة المحادثة التي جرت بين سليمان عليه السلام والبومة.

قصة البومة مع سيدنا سليمان عليه السلام

ما هي قصه البومة ؟ هي واحدة من قصص بني اسرائيل، حيث يحكى أن كبيرة الطيور في جيش سليمان عليه السلام كانت طائر البومه، فكانت من أضخم الطيور والأشجع بينهم. وفي يوم من الأيام جمع جيشه من الانس والجن والطير وحدثهم قائلاً، أن فتاة ولدت الآن في بلاد المشرق، وفي نفس اللحظة ولد فتى في بلاد المغرب، وأنهم بعد عدة سنوات سيجتمعان ويتزوجان.

عندما سمعت البومة حديث سليمان عليه السلام، خطر لها أن تقوم بحيلة ومكر، وكانت غايتها من ذلك أن تحرج سيدنا سليمان عليه السلام. فطارت مسرعة إلى بلاد الشرق وخطفت تلك الفتاة، وقامت بوضعها في جزيرة نائية لا يعرفها أحد سواها. وأخذت تطعمها وتسقيها كلما سنحت لها الفرصة خلال اليوم.

ومع مرور الزمن كبرت الفتاة ولا تعرف أحداً إلا طير البومه، وهي تحسبها أهلها وذويها، وبعد مرور سنوات كما ذكرها سيدنا سليمان لتلاقي فتى الغرب مع فتاة الشرق، وبحكمة من الله عز وجل حتى يتحقق ما تحدث به سليمان.

توجه فتى الغرب إلى مركب من المراكب يريد التجارة، وأثناء سيره في البحر حدث عطل في السفينة، وانحرفت عن خط سيرها، ثم تاهت في البحر المظلم وتحطمت، ولم ينجو أحد من ركابها غير فتى المغرب. فقد تعلق بلوح خشبي حتى ساقت به الرياح الى نفس الجزيرة النائية التي تعيش فيها فتاة الشرق.

لما رأت الفتاة ذلك الفتى، نظرت إليه نظرة إعجاب بشكله فهي شديدة الشبه به، وشكله أفضل من شكل طير البومه الذي اعتادت على رؤيته صباحاً ومساءً، ففرحت به فرحاً شديداً، وتلاقى كما يتلاقى الحبيبين.

كل ذلك حصل والبومه في حضرة سيدنا سليمان عليه السلام، لا تعلم من الأمر شيئاً، وأثناء اجتماع نبي الله مع جيشه أنبأه الله بأن فتى الغرب قد التقى بفتاة الشرق، فأخبر جيشه بذلك وحمد الله وشكره.

في تلك اللحظة أدركت البومه أن الفرصة قد سنحت لها بتكذيب نبي الله عليه السلام، لأنها قامت بخطف الفتاة وتربيتها طيلة السنوات الماضية من أجل تكذيبه. فخرجت البومه أمام الملأ وكلها ثقة، وقالت أن سليمان يكذب، وأن الفتاة التي تحدث عنها تعيش في جزيرة نائية لم يصلها أي مخلوق بشري.

قال سيدنا سليمان، إن الله يمهل ولايهمل، وضحك عليه السلام من قولها، وجمع لجنة من الجيش والملأ وأمرهم أن يذهبوا برفقة البومة إلى الجزيرة، ويتحققوا من صحة كلامها. هو يعلم أنها كاذبة، ولكن ليشهد الناس على فعلتها. فأمر الريح أن تحملهم إلى الجزيرة، وهناك رأوا مالم تسعد به البومه. فقد رأى القوم أن الفتى والفتاة مجتمعين مع بعضهما البعض، وهم في حالة فرح وسرور، ثم قاموا بحملهم والعودة بهم إلى سليمان عليه السلام.

عندئذ دعا عليها سليمان عليه السلام، فأصبحت ذليلة بعدما كانت عزيزة، وجبانة بدل ما كانت كبيرة الطيور شجاعة. فهي ما زالت تختبئ في النهار وتخرج في الليل إلى يومنا هذا، وستبقى تنعق حظها الى يوم الدين. هذا والله أعلم.

كانت هذه قصة سيدنا سليمان والبومة الحكيمة، نتمنى أن تكون القصة قد أعجبتكم.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-